ابتهال لبغداد
قدّيسة الصمتِ بروحي
أيّتها المُتفجرة بدمي
ياعناقيدَ الكُروم والبساتين الغافية بنسائِمِ الفجر
إحمِليني.. صوتُ الرّيح يستبيحُ بيَ الصّمت
وينهضُ من أعماقِ الهَجير بركانِ الخوف الطفولي
فيرتعِشُ بي بَعضي
ولا أعرِف أهو الخوف
أم الانكسار
سلاماً لبغدادَ والبرتقال.. ودفءِ رداءِ أمي
تُغطّيني فأشعر أن العالم أبداً يبقى برداً وسلام
أين أنا وهجيرَ سيبريا يقتلعُ بقايا
الطريق
والنشيجُ يُسابِق الجفاف
أين أنا وهذا الصهيلُ لا أعرفه
ليس عويلُ الذئب
ولا هو نوم الفقراء
صوتُ حفيفٍ يكبُر فيتحول الى إعصار
وانا مازلت أطبّق جفناي
كاني أهربُ من قدري
أو أبحث عن بقعةِ ضوءٍ
في ظُلمةِ سردابٍ ما يدعى بُهتاناً .. مسجداً
يقطِنُه شيخٌ مهووسٌ بالقتلِ
يبيحُ قتلَ عروسٍ تحلُم بفرحٍ
ويعمّد اطفالاً بالصخرِ الغاطسِ بالماء بلا عودة
آهٍ يا وطني
واليومُ نودّع سَرباً آخرَ
أشهدتّم من قبلٍ رحيلاً لنوارسٍ
يكسوها زغبٌ أحمرٌ
يا أيّها الصبر
هل من صبرٍ مرّ بكَ يفوقُ صبرَ العراق
ياكنيسةَ النّجاةِ وبَركاتِ العذراء
يامن وجْعَ نوارسِك بأضلُعي سعيراً وشقاءْ
أقيدي شموعاً لقوافلِ القادمين
وأغدقي بصبرِ الأمهات من تراتيلِ الرجاءْ
صلّي لبغدادَ بكل آهاتِ المعذّبين وأسكُبي دمعِ النقاءْ
ضعي شموعَكِ بالنذورِ مخضّبّةً بكفوفِ الحِنّاء
يا إمام المتّقين .. ياسيد الشهداء
هل تبقى أيامُنا محنةً الى الأبد ويظل تاريخُنا كربلاء