ضِفَافِ البَوْح
لهذا الجرحِ عنوانٌ واحدٌ
وألفُ قاتلٍ
نما وردُ حقلِ الحزنِ بمطرِ الأغنيات الراحلةِ
غادرتْ عصافيرُ الوهنِ أعشاشَها
ولم يبقَ غيرُ نبيذٍ منسيٍ على طاولةِ الوداعِ
وكأسٌ يتلمسُ شهقات الأمسِ
لم يبقَ غيرُ عنوانٍ واحدٍ وشطآنٍ
استسلمت للجفافِ
كَابَرْتُ
والْألَمُ أُحَلَّ بِصَدْرِ الْفَجْرِ
هَذِهِ هِي
قَهْوَةُ عينيكِ
..
بِمَذَاقِ جُنُونِي
هذا هو
وَطَنِيٍّ مُخْتَبِئٌ بَيْنَ أَنْفَاسِ الْجُحُودِ
الْحُرَّاسُ لَا يَثْمَلُونَ
بِشوارعِ اللَّيْلِ
فَكَيْفَ أعمِّدُ تِلْكَ الشَّفَّتَيْنِ
مِنْ قِبْلَاتِ الْوَجِلِ
الطاعنِ بالعمرِ والمنتفضِ عِشقاً
الْهَوَاجِسُ تَبْكِي يا مَنَيْتِي عَلَى ضِفَافِ البَوْح
…
فَمَهْلًا
حُروفِي لم تزلْ عذراءَ
لَنْ تُرعبَكِ
لَمْ تُحَلَّقْ بِنَفْحَاتِ الْغُرُورِ
وَلَمْ تُغْرَدْ فِي اِبْتِهَالَاتِ الظَّلامِ
مَا زَالَتْ
تَفترشُ طُرْقَاتِ الْحُزْنِ
تُردِّدُ أغنياتِ الْيُتْمِ
وَمَا عَادَ يُفرحُها التَّبَني
وَلَا يُدَاعِبَهَا حلُمُ السَّرَابِ .
بِكَلْمَتَيْنِ
لَمْ أُعَدْ أَنَا..
لم أعد أعرفُني ...
أنا محقونٌ بالغضبِ
من قمةِ إعتاقي
إلى أسفِ
رَأَيْتِ حُزْنَ الصَّمْتِ
صمتٍ يقطرُ من شفتي
فيهزمني الافق
رَأَيْتِ اللَّيْلَ بَلَا قرارٍ
عُدْتِ كنحلةٍ عائدةٍ مِنْ وَطَنِ الحُلُم
اِجْمَعْ رَحِيقَ الْوَدَاعِ مِنْ شَرَانِقِ الْأَمْسِ