الأشتياق
يا أيها المتحكمُ بالصواري
ارحمْ بحراً يرتشفُ بحارتُهُ
بحفيف اناملك مرجُا
عطشٌ مجنونٌ بشهدٍ وملح..
أيها المتجبرُ بعيونٍ من محار .. مغرورٌ أنت
لا يقهرُكَ موجُ اليَمِ ..
بكلِّ شاطئٍ تبتهلُ لقدومِكَ عاشقةٌ
فيخشاكَ الزبدُ الطافي ....
متبختراً فوقَ الموجِ تسير
فتبيح لغةَ الصمتِ
للأحياء القابعةِ بقاعِك
يامن تضعين في كل الارض مواسم العشق
الا تدركين ان سباتي قد طال بين الصقيع
هل من موعد للاخضرار
ترى هل يمر بي دفئك
فكم من قطرة عاد واحتضنها بحرها من جديد
بعد ان بكت كثيرا الافتقاد بين الرمال
استمتعُ بصوتِ الوطنِ النقي الهامسِ بمواويلِ العشقِ
أضعُ راسي هناك عند الشواطئِ الغافيةِ بين الديرِ والقر نه
وانتظرُ الخبزَ واللبنَ من أيدي الفلاحاتِ القادماتِ من الهُويرِ نحو النهر ...
تحرقني الشمسُ فاهربُ منها بتعميدِ جسدي في الغرين والماء ...
فأنامُ لأولِّ مرةٍ حدَ الموتِ
آه يا وطني ماذا فعلتَ بأبنائكَ ألأنقياء .
متى تجمعهمُ ثانيةً وتُقيمُ سرادقَ الاحتضانِ فوق قصبِ الأهوار و مضائفِ الحنين ..
متى تعودُ النوارسُ الباكيةُ الصقيع والطرقات المقفرة ...
متى .. يا وطني ... يباحُ ليَ البكاءُ في حضنِكَ ثانيةً
أودُ أن اصرخَ بلوعةِ طفلٍ مهووسٍ بالجري
أعطوني شاياً بالهيلِ وبعضا من كعكِ أمي عند العصر..
اسقوني رذاذَ دجلةَ عند الفجرِ
وخذوا الباقي من فرحِ العمرِ .